السقا انحسد

أحمد السقا: رأيت الموت بعيوني!

عندما وقف وراء الجدار ليتبادل اطلاق النار مع آخرين، لم يكن أحد يتوقع أن تتطور الأحداث بهذه السرعة، فالمشهد لم يكن يحمل صعوبة مشاهد أخري سبق لأحمد السقا أن أداها في أعمال فنية عديدة، لكن فجأة.. انقلبت الأمور واصطدمت احدي طلقات (الفشنك) بالجدار، وارتدت لتصيب عين الفنان الشاب، تأزم الموقف، وشعر الجميع أن حرارة الأقصر المرتفعة قد تضاعفت عدة مرات، خاصة بعد أن فوجئوا بأن السقا أصيب بحالة من العمي المؤقت.
فجر الجمعة الماضية حدث كل ذلك، الدكتور حازم ياسين أستاذ مساعد جراحة العيون بطب قصر العيني أكد أن الحالة كانت بالغة الخطورة: 'إما أن الرصاصة نفسها ارتدت لتصطدم بعين السقا أو أنه جزء من حافة الجدار، وتسبب ذلك في انفجار في مقلة العين ونزيف في الخزانة الأمامية مع فقدان كامل للإبصار وقت الاصابة' اتخذ المخرج شريف عرفة قرارات متتابعة وتم نقل السقا بطائرة وصلت الي القاهرة في العاشرة من صباح الجمعة وبعدها بساعة كان الفنان الشاب في غرفة العمليات، يواصل الدكتور حازم: 'قمنا بعمل ثماني غرز لاصلاح الانفجار الذي حدث بمقلة العين، بعدها قمنا بإزالة النزيف المتكون في الخزانة الأمامية مع رفع ضغط العين لمنع تكرار حدوث النزيف عن طريق حقنها بمادة جيلاتينية، ثم فحصنا قاع العين للتأكد من خلو الشبكية من أي تهتكات طرفية، والحمد لله بمجرد أن أفاق من البنج بدأ يستعيد القدرة علي الابصار'، كلمات الطبيب المعالج للسقا تؤكد أن الوضع كان خطيرا لكن إرادة الله أنقذته من أزمة حقيقية، الأمر كان يستدعي بقاءه في المستشفي لعدة أيام تالية: 'بقاؤه في المستشفي ضروري لأن هذه الحالات تكون لها أضرار مباشرة ولحظية مثل ما حدث وأخري قد تظهر خلال يوم أو اثنين، لهذا نحن في حاجة الي متابعته لكي نطمئن لعدم عودة النزيف مرة أخري، خاصة أن أحمد السقا نشيط جدا وحركته كثيرة ولابد أن نطمئن لعدم حدوث ارتجاع'. لذلك قرر الدكتور حازم عدم عودة السقا الي التصوير قبل ثمانية أسابيع: 'المشاركة في أي مشاهد أكشن يهدد بفك الغرز، لهذا تحدثت الي شريف عرفة وأخطرته بذلك'، الأمر أصبح تحت السيطرة حسبما يؤكد الطبيب لكن لابد من التعامل مع الموضوع بحذر شديد، لم يكن قرار منع التصوير هو الوحيد فقد منع الدكتور حازم زيارة السقا نهائيا. حتي استقرت حالة عينه وبدأ اصدقاؤه وأفراد عائلته يزورونه من جديد، قبل هذه الحادثة بأيام كانت أخبار النجوم تتابع في الأقصر تصوير بعض مشاهد فيلم 'الجزيرة' الذي شهد الأزمة، والغريب أن بداية الحوار الذي أجريناه مع أحمد السقا تناول المخاطر التي يتعرض لها في أعماله!
فلم تكن هذه هي المرة الأولي التي يتعرض فيها السقا لموقف كهذا، قبل أسابيع كان يصور عددا من مشاهده في فيلم 'تيمور وشفيقة' في أوكرانيا، وهناك مر بواحدة من أكثر مغامراته خطورة، تردد بعد عودته أن شعره كاد يحترق وعندما سألناه أجاب ضاحكا:
'لا.. لقد حرق بالفعل' يسكت فنطلب توضيحا لما حدث خاصة أن ما نشر لم يقدم تفاصيل واضحة، فيحكي: 'أحد المشاهد كان به انفجار سيحدث، كان المفترض أن يتم تفجير المكان الذي أقف فيه بعد أن أخرج منه، لكن الرجل المسئول عن التفجير فعل ذلك أثناء وجودي، لكن عمر الشقي بقي، وقتها لم أشعر بأي شيء، وأدركت عندها أن من رحمة الله أن من يموت لا يشعر بأي شيء، تلقائيا قفزت في المياه، حيث كنا نصور علي أحد الأنهار، ولم أشعر بأي شيء إلا بعد أن خرجت من المياه، لكن لحظة الحادثة لم أشعر بأي شيء، المحيطون بي هم الذين رأوا وتابعوا ما حدث لحظة بلحظة، والحمد لله أني تصرفت هكذا وكانت الأضرار عبارة عن بعض الحروق البسيطة'.
أنت السبب فيما تتعرض له من أخطار، لأنك عادة تصمم علي عدم الاستعانة بدوبلير، تعقيب يعلق عليه السقا قائلا: 'طالما أعطاني الله القدرة، فلماذا لا أفعلها بنفسي، لكنني لا أبالغ، فعندما أجد أنني لن أستطيع عمل حركة ما لن أفعلها'.
وهل حدث أن استعنت بدوبلير قبل ذلك؟
استعنت بدوبلير لمن كان يشاركني أحد المشاهد وليس لي شخصيا، كنت أؤدي مشهدا وكان به بعض الخطورة، الزميل (أول الزميلة) المشارك لي لم يكن يستطيع أن يؤدي الحركة، فتمت الاستعانة بدوبلير، وكان هذا يعني انني لن أظهر بوضوح، لكني صممت علي أن أقوم بالجزء الخاص بي بنفسي.
ألم يحدث أن استعنت أنت شخصيا بدوبلير؟
(يضحك): حتي الآن لا، ربنا ما يحوجنا له