الجيش اللبناني يقصف عمق مخيم نهر البارد ويضيق الحصار علي المسلحين
تقارير صحفية: فتح الإسلام خططت لتنفيذ عمليات انتحارية وإعلان إمارة إسلامية في الشمال
طرابلس، وكالات الأنباء:
دبابة لبنانية تتخذ موقعا لها عند
المدخل الشمالي لمخيم نهر البارد في طرابلس
ارتفعت سحب بيضاء من الدخان فوق مخيم 'نهر البارد' للاجئين الفلسطينيين بينما واصل الجيش اللبناني الضغط علي عناصر تنظيم 'فتح الإسلام' من جميع المحاور بهدف دفعها إلي الاستسلام وإلقاء السلاح والتجعيل بحسم المعركة.. وفي الوقت نفسه أظهرت التحقيقات تفاصيل مخطط للتنظيم يهدف في النهاية إلي اعلان 'إمارة إسلامية' في شمال لبنان.
واستأنف الجيش اللبناني صباح أمس قصفه لعناصر 'فتح الإسلام' التي تراجعت إلي داخل المخيم بعد أن أحكمت القوات اللبنانية سيطرتها علي مداخله اضافة إلي مواقع أساسية مكنته من قطع خطوط الإمداد علي المسلحين وترددت أصوات رشقات نارية من داخل المخيم ورد عليها الجيش بقذائف ثقيلة.
وقال متحدث عسكري إن الجنود طهروا جيوب المقاومة في محيط المخيم من الجانبين الشمالي والشرقي وقام خبراء بإبطال مفعول عبوات ناسفة وضعتها فتح الإسلام في مبان بمحاذاة المخيم قبل انسحابها منها.
وأضافت المصادر العسكرية ان عناصر فتح الإسلام عملت علي سحب قتلاها وجرحاها من أرض المعركة وإعادة تشكيل مجموعاتها القتالية التي اصيبت بانتكاسة كبيرة مع قوة الهجوم والقصف العنيف والمركز علي مواقعها.وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط ان بعض المعلومات ترددت عن استعانة عناصر فتح الإسلام بفصائل أخري من تنظيمي فتح الانتفاضة والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة.
وأوضحت مصادر عسكرية ان قيادة العمليات قامت بتقييم مسار الخطة العسكرية وبدأت في تنفيذ مسار جديد يتوافق مع ما بلغته وحدات الجيش من تقدم وما تفرضه ظروف المواجهة في عمق المخيم حيث الأبنية المتراصة. والأزقة الضيقة والمخابيء والممرات التي قد يلجأ إليها المسلحون.وأشارت المصادر إلي أن المواجهات شهدت تطورا جديدا تمثل في إحكام الطوق علي عناصر التنظيم في مربع ضيق داخل المخيم.وخلافا لليومين السابقين حيث ركز الجيش هجماته علي مداخل المخيم فإن القصف المدفعي استهدف أمس مواقع في عمق المخيم.
وذكرت وكالة اسوشيتد برس انه لا يمكن تحديد مدي تقدم الجيش اللبناني بالضبط بسبب منع الصحفيين من الاقتراب من المنطقة.وذكر مصدر عسكري لبناني أن عسكريين لبنانيين أحدهما ضابط قتلا في الاشتباكات مع تنظيم فتح الإسلام ليل السبت الأحد.
وترتفع بذلك حصيلة الخسائر بين العسكريين منذ بدء الهجوم الأخير علي 'فتح الإسلام' يوم الجمعة الماضي إلي تسعة قتلي.
ووصل بذلك عدد قتلي الاشتباكات من العسكريين منذ بدئها في 20 مايو الماضي إلي 44 جنديا لبنانيا بالإضافة إلي حوالي 60 من عناصر 'فتح الإسلام'.
واتهم 'أبوسليم طه' المتحدث باسم تنظيم فتح الإسلام القوات الدولية في لبنان 'يونيفيل' بالمشاركة في قصف مخيم نهر البارد.وقال طه إن هناك انواعا من القذائف تسقط علي المخيم تأتي من عمق البحر وهي أسلحة لا توجد لدي الجيش اللبناني.وهدد طه في اتصال هاتفي مع قناة الجزيرة بالرد علي هذه القوات واعتبارها طرفا في المعركة.
في الوقت نفسه، ذكرت صحيفة 'النهار' اللبنانية ان تنظيم 'فتح الإسلام' خطط لسلسلة عمليات انتحارية تشمل سفارات أجنبية في بيروت تمهيدا لاعلان 'إمارة إسلامية' في شمال لبنان.. وأشارت إلي أن المتفجرات التي كانت ستستخدم في تلك العمليات مصدرها سوريا.
ونقلت صحيفة 'النهار' عن تحقيقات مع معتقلين من تنظيم فتح الإسلام ان المخطط الذي يشبه سيناريو تفجيرات 11 سبتمبر من حيث ضخامته يشمل تفجير أحد الفنادق الكبري في بيروت بأربع شاحنات مليئة بالمتفجرات يقودها أربعة انتحاريين بالتزامن مع اقتحام انتحاريين مركزين دبلوماسيين في غرب بيروت وشرقها.
وأضافت الصحيفة انه بينما تكون بيروت تحت الصدمة تقوم مجموعات أخري بتفجير نفقي 'شكا' الجديد والقديم علي الطريق الرئيسية إلي طرابلس بأربع شاحنات لعزل شمال لبنان.